يزرع هذا الجنس منذ قديم الزمان, وهو معروف عالمياً كنوع من الخضراوات, يستعمل للنكهة, وكما أنه يعتبر مادة طبّية. وعائلة البصل من أكثر وأوسع المواد الغذائية استعمالا وشعبياً في تطييب المأكولات وإضافة نكهة وطعم ورائحة للطبخ. وتتباين رائحته المميّزة بدرجة حدّيتها وحرا فتها من نوع إلى آخر, والقليل منها بدون رائحة. ومن أصنافهاالبصل بقل زراعي محوَّل له أنواع كثيرة يدخل ضمنها الثوم المُعَمر chives والكُرَّات بأنواعه shallots/scallions/leek ورائحته نفّاذة, ومنخفض في محتواه من السعرات الحرارية. فالمقدار الواحد من البصل لا يعطي أكثر من 30 سعر حراري, ويحتوي على الألياف الغذائية وفيتامين جـ و ب-6 والبوتاسيوم وغيرها من العناصر الغذائية. علاوة على أن البصل خالي من الدهون والكولسترول والملح(الصوديوم).
البصل في تراثنا العربي
المرجع القرآني للبصل والأحاديث النبوية:
وقد ذكر البصل في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة البقرة (2:61 والفصل السابع) في قولة تعالى :
"وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍفَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَأَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ َ "
تكمن مشكلة البصل في رائحته النفاذة المهيجة للغدد الدمعية والجيوب الأنفية، وليس معنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم منع آكله من دخول المسجد كما جاء في الصحيحين أنه لم يكن يأكله، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يحبه مطبوخا حتى تزول رائحته النفاذة، وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها كما جاء في سنن أبي داود "أن آخر طعام أكله الرسول صلى الله عليه وسلم طعام فيه بصل". وقد جاء في صحيح مسلم وغيره أنه قال صلى الله عليه وسلم: "من أكلهما ـ أي البصل والثوم ـ فليمتهما طبخا"
أهمية البصل العلاجية
ذُكِرَ أن البصل كان يُستعمل في علاج جميع الأمراض في الأزمنة القديمة. وتشير الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة أن الخضراوات والفواكه المختلفة, ومنها البصل والشاي والتفاح, تحقق حماية ضد العديد من الأمراض المزمنة. وأظهرت الدراسات أن امتصاص الكويرستين من البصل ضعف امتصاص الجسم له من الشاي, وتقريباً ثلاثة أضعاف ما يمتص من التفاح. وقد أكدت الدراسات الفعل الواقي للكويرستين من أمراض إصابة العيون بالماء الزرقاء وأمراض القلب والسرطان.
وقد ارتفع إنتاج العالم من البصل بما لا يقل عن 25% خلال العشر سنوات الأخيرة بإنتاج يتراوح 44 مليون طن في عام 2002, مما يجعل البصل ثاني أكثر محصول أهمية بعد الطماطم
الماد الفعالة في البصل
البصل غني بنوعين من المجموعات الكيميائية التي أثبتت فائدتها لصحة الإنسان وهي:
أولاً: مجموعة الفلافنويدز flavonoids
وتتواجد الفلافنويدز في البصل في مجموعتين :
الأنثوسيانينanthocyanins ,
الذي يَفرض اللون الأحمر/ القرمزي على بعض أنواع البصل, و
الفلافنولز flavonols ومنها quercetin ومُشتقاته المسئولة عن الألوان الصفراء والبُنية لقشور بعض أنواع البصل. و
ثانياُ: مجموعة alk(en)yl cysteine sulphoixdase (ACSOs) .
وهذه المجموعة هي مُحفزات النكهة, والتي عند إطلاقها بواسطة أنزيم الألينيز alliinase تُعطي النكهة والطعم المُميزين للبصل.
ويحتوي البصل على العديد من المركبات التي تقع تحت هذه المجاميع وأثبتت مدى واسع من الفوائد لصحة الإنسان منها الثيوسلفينات thiosulphinates والثيوسلفونات thiosulphonates ومركبات السلفيدز الأحادية والثنائية والثلاثية mono-, di-, and tr-sulphides .
أولاً: نشاط البصل كمُضاد للالتهابات والجراثيم والبكتيريا والفيروسات.
يُعتبر البصل عُشب حرِّيف يستعمل طبّياً لمنع الالتهابات, وبسبب احتوائه على الثيوسلفينات thiosulfinates يجعل له خواص مُضادة للالتهابات والجراثيم والفيروسات.
ثانياً: نشاط البصل المضاد للأكسدة والسرطان.
أهمية البصل باحتوائه على العديد من المواد المُضادة للأكسدة antioxidant بشكل إسثتنائي, ومنها أل quercetin و مواد أل thiosulfinates . وكل أنواع البصل غنية بمادة quercetin المُضادة للأكسدة (Antioxidants وهي مُركبات تُساعد في تأخير أو إبطاء حدوث عملية الأكسدة المُدمرة للخلايا والأنسجة في الجسم) وهي من الفلافنويد flavonoid, وبشكلٍ خاص له علاقة بتثبيط ومنع سرطان المعدة. وقد بينت عدة دراسات أهمية أل quercetin في منع حدوث سرطان الصدر والقولون والمبيض والمعدة والرئتين والمرارة. كما أن للمواد النشطة مثل diallyl sulfide علاقة بالتقليل من مخاطر الإصابة بالسرطان.